"الثائرة"
ترامى بكــــــاها إلى مَسْمَعِي ~~~~~ كطير غريب بـــــــكى موهنا
وجاءت تـحث إليــنا الخـــُطى ~~~~~ وئيدا ً وقد نال منـها الضنــى
وأومت بعــينيـن لـولا الأســــى ~~~~~ لخفت على الصبح أن يُـفتني
وقالت بصوتٍ كصوت الجريح ~~~~~ يداري من الجرح ما أثخـنى
أريد ســلاحاً لأغشــى الحــمى ~~~~~ وأصرع خصـما ً علينا جنـى
أريـد قــــــــتالا ً يــَهُد الجبــال ~~~~~ أريــــد صراعـا ً يـهز الدنـــا
أريد ســـماع صليل الســـيوف ~~~~~ و أزُّ الرصاص وضرب القنا
أليس من الظلم أن يذبحــــــــوا ~~~~~ كذبـــــح الحـــــــمائم أطفالنا
أليس من الظلم أن يهتكــــــــوا ~~~~~ على مشــهد الناس أعراضنا
أليس من الظلم أن يمنحـــــــوا ~~~~~ لشـــــــــذاذ صهيون أوطاننا
قـــضينا بها ذكريات الصبــــا ~~~~~ ولهــو الطفولـــة من عمرنــا
نـعـانـق فيـها زهـور الرُبـــــا ~~~~~ ونأوي مع الطير في عـُشـِّنــا
دمي في المعارك يجري هناك ~~~~~ ودمعـي جـــار ٍ علـيهـا هنــا
فلســطين لن نرتضي بالحلول ~~~~~ ولا بـســـــــواك لـنـا موطنـا
تراموا إلى صُـلحـنا ماكـريـن ~~~~~ ولـيـس بمُنجـيـهـمُ صـلـحـنـا
مكرنا لهم واشــترينا السـلاح ~~~~~ فزلــــزل أركانهــم مكرنــــا
وقـصـرَّ بــالخــوف أيــامهـم ~~~~~ وأبقــى على الدهــر أيـامـنــا
فلســطين مهما تمادى العدى ~~~~~ سـنـرجع يومـا ً إلى أرضـنــا
تغطي ســماءَكِ منـّا النســور ~~~~~ ويملأ ســاح الحمى جيـشـنـا
ونـبني ســدودا ً على شـطها ~~~~~ ويـحـمي موانيك أســـطولنـا
نسير إلى الحـرب كالراسيات ~~~~~ وألويـةُ النصر من حــولنــا
فنـبعث فوق رُبـــاكِ الحـــياة ~~~~~ و نجني بطرد عِداك المنــى
* مناسبة هذه القصيدة " مجزرة دير ياسين عام 1948م "فما أشبه اليوم بالبارحة