تابع
تأبين جلالة الملك فيصل
كفكف دمـــوعـك لا تــــهن حــــــكم القضـــاء فلا مردا
ســهم أصـاب من العروبـــــة ليثــــــــــها المـلك المفدى
صدع الجزيرة زلزل الحرمـين بــــــــــــاديـة ونــــــجــدا
يــا ابن العروبة هل شـــهدت الخــطب كيف بنا اســـــتبدا
ينصـــب في مهــج القـــلــوب مروعـــــــا فـــردا ففـــردا
الأرض مــــادت والســـــمـاء تفطـــــــرت حزنا ووجـــدا
يـــــــا برق ويحـــــــك فـاتئد روعتنــــــا يا برق جــــدا
أو لــــم ترع من هـــــــول ما هد الجبــال الشــــــــــم هدا
أو لـــــم تثر فــــــــوق الأثير لهـــــــول ما حمــــلت رعدا
ســـل في السـماء الشمس هل وجدت لفيصـــــــــل فيه ندا
واخشــــــــع لمن أنف الهوان وقد غـــــــل الغـــــرب قدا
ملك إذا ما صـــــــــــــــــعرت نوب الزمان الســــود خدا
ركـــب الريــــاح معــــــــــاتبا ومضى يســـل لهما فرنــدا
مــــن للعروبـــــــــــة يا ابنها إن جــار خصــم واســـتبدا
الفيصـــل المســـــلول وارتــه المـــنون اليـــــــــوم غمدا
ملك القلوب ســــــــــليل بيت المــــــــــالكين أبــــا وجدا
قــــم حدث العرب الذيـــــــن تحاشـــدوا للقاك حشــــــدا
يرجــــــــــون فيصل والعيون نوابع دمعا وســـــــــــــهدا
هــــــــــل جئت (حيفا) غازيا وطــن الأبوة مســـــــــتردا
أم عــــدت فينـــــــا ظــــــافرا فوجدت شــــــعبك مســتعدا
الله في الملــــــك الـــــــــــذي لمـــا يســـــــعه البحر فردا
حملوه فــــــوق ســــــــــفينة تجـــري بموكــــــــبه رويدا
قـــــــــم عاين الشعب الحزين يشــــق حول النعــش بردا
الأمــــة اضـــــــــطربت عليك ومزقــت قلبـــــا وكبـــــــدا
في كــــــل حــي مــــــأتــــــم والحــــزن في البطحاء جدا
ســــــــمع الملـــيـــك بمــكـــة (رضوى) يعزي فيك (أحدا)
مــــــــــــا زلت تبنى للعروبـة شـــــــــــامخا وتقيم مـــجدا
فـأعدت مملكة الرشـــــــــــــيد وجـــددت بغداد عـــــــــــهدا
جمــعت فيـــــــــك شــــــتاتهم لــــم تــــأل في التوحيد جهدا
ألـــــفـــــت بين قــــلوبـــهــم وجـــمعــتـهم (يمنا) و (نجدا)
حيــــــا و ميتـــا لــــم تـــــزل تبنيهم للمـــــــجد طــــــــودا
قـــــل لـــلـــذين تهامســـــــوا بمصـــابنا شــــكرا وحــمدا
مــــا مــــات فيصــــــل إن في غيـــــل المليك الليث أســـــدا
(غازي) أشـــــد شــــــــــكيمة وأعـــــز بالإســــــــلام جـندا
قــــــم يا ابن فيصل في العراق وجددن للعرب عــــــــــــــهدا
صــــن ملك فيصــــــل بالحديد وشــــد له في البحر ســـــــدا
وأمــلأ ســــمائك بالنســــــور وســـــــد وجه الشــمــس سدا
فــالعرب حــــــولك في العراق وفي الشــــــــــام تشـــد شـــدا
إن قـــــلت هيــــا يــا رجــــال أتـــــــوا متون الخيـــــل جردا
جدد لنـــــــــا( المأمون) وارفع في ذري الأفـــــــــــــــلاك بندا.
ألقيت القصيدة في أربعين الفقيد للجنة التأبين المركزية في بغداد ولجلالة الملك
غازي ونشرت في الصحف العراقية صبيحة يوم الأربعين أواخر أكتوبر سنة 1933م
وكان للملك فيصل مكانه عاليه في نفوس أبناء فلسطين.